الصباغية دوت كوم
مني لأعز الناس حلو التراحيب... مضمونها تقدير من قلب صافي... سلام ياصاحب الوفاء والمواجيب... سلام ياقلب مع الناس وافي... لك منزل بين الضلوع المحاديب... عساك دايم بالفرح والعوافي ؟

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيشرفنا أن تقوم بالتسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

الصباغية دوت كوم
مني لأعز الناس حلو التراحيب... مضمونها تقدير من قلب صافي... سلام ياصاحب الوفاء والمواجيب... سلام ياقلب مع الناس وافي... لك منزل بين الضلوع المحاديب... عساك دايم بالفرح والعوافي ؟

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيشرفنا أن تقوم بالتسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى
أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

الصباغية دوت كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الصباغية دوت كوم

منتدى العلم والترفيه
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بعير السلطان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد القادر
المدير العام
المدير العام
عبد القادر


عدد المساهمات : 170
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
العمر : 43
الموقع : العراق \ نينوى

بعير السلطان Empty
مُساهمةموضوع: بعير السلطان   بعير السلطان I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 27, 2010 3:11 am

بعير السلطان

فيما مضى؛ كان للسيد السلطان

بعيرة تجوب في الأسواق؛ تأكل ما

لذَّ وطاب مما يسقط على قارعة

الطريق , لا أحد يجرأ بالاقتراب

منها أو نهرها أو إيذاءها ... بعيرة

السلطان مدللة في مدينة ترفل

بالرخاء والنعيم حيث لا يوجد

اللصوص . ولا تكثر العبوات

الناسفة والسيارات المفخخة وأحفاد

لوط .
الرجل الجالس متكئا على الحائط في

زاوية تسقط عليها أشعة الشمس في

صباحات شهر آذار تجول عيناه هنا

وهناك للبراعم التي بدأت تزهر .

أشجار المشمش تملأ الشوارع

بوريقات بيضاء تشوبها حمرة ,

وينفث الزيزفون عبقاً ليس كمثله

غير رائحة الجنة , تنهدات تتلو كل

شهقة , لهذا المزيج الرائع من

الروائح التي تحملها النسمات

العليلة؛ تنشطت ذاكرته , قطب

حاجبيه عبس ثم انفرجت أساريره ...

وبعيرة السلطان تختال بمشيتها

زهوا, تقضم ما طاب لها من ورق

الشجر وأزهاره ... يا لسوء حظي,

قالها بهمس, لِمَ لَمْ أنتبه لذلك, كيف

ذهبت عني الفكرة, أين كنت عنها..

قفز من مكانه وأخذ يقترب من بعيرة

السلطان؛ يمشط بأصابعه على

جنبيها , يمد يده على رقبتها ,

يلامسها برفق حتى اطمأنت له

واطمأن لها. ذهب صاحبنا وعاد

مسرعا يحمل ما لذ وطاب ما تشتهيه

الأنفس من الشيكولاتة والبسكويت

وصرة العجوز والكعك وأصابع

العروس ... وبدأ يطعم بعيرة

السلطان ويوما بعد يوم أخذت

تشخص ببصرها باحثة عنه في

الطرقات.
لقد أزفت الساعة بدأ الرجل يقود

البعيرة في الأسواق ويمد يده يأخذ ما

يحب من كل دكان يملأ جيوبه مما

يجد ويطعم البعيرة ما تشتهي, يجول

في طرقات المدينة وأسواقها,

الدهشة ترتسم على محيا البقالين

والحيرة تأخذهم من كل صوب

وبعيرة السلطان المدللة تلتهم ما تقع

عليه عيناها ... وصاحبنا يملأ جيوبه

ويحمل على ظهره الكثير ... ثارت

ثائرة الناس فالأمر لا يطاق ...

واجتمع القوم يتداولون في هذا الأمر

الجلل.... وقف صاحبنا على رؤوس

الأشهاد ... وقال لهم لم لا تذهبون

إلى السلطان .. ليخلصكم من هذه

البعيرة فنهروه وزجروه. فلم تنفع

معه كل السبل حتى أقنعهم بأن

للمجالس وقفة وان " الحكوك تريد

حلوك " وإنهم ربما استفادوا منه ..

وهكذا كان .. اتفق كبار القوم على

مقابلة السلطان ...
الحاجب ينادي مولانا المعظم ..تقرع

حراب الرماح ويقف الجميع هيبة

وإجلالا..مولانا يتهادى في مشيته

ويجلس على كرسي العرش ينظر

يمينا وشمالا يريد أن يبدأ الحديث...

قال مولانا المعظم مرحبا . مرحبا

بأبناء بلدتي ... مرحبا بكم .. يقطع

الحاجب كلام السيد السلطان هامسا

في أذنه وليسمع الجميع ... يا سيدي

ناقتكم المباركة تقف على ضفة

النهر.. وفلانا بيده الدلاء ولا

يسقيها... فيصدر الفرمان السلطاني

- تقطع يديه ويصلب من خلاف ..

يعود الحاجب أدراجه ويعود مولانا

للحديث .. أهلا بكم .. مرحبا ...

ليبارك الله أبنائي .. ويعود الحاجب

.. يا سيدي ناقتكم المبجلة تقف في

جانب الشارع والطير ينقر ظهرها

وفلانا يقف مبهوتا لا يردع هذا

الطير .. يصدر الأمر السلطاني تقلع

عيناه ويترك سائبا في الشوارع ...

مولانا ... مولانا ...
اخرسَّتْ ألسن الحاضرين وشخصت

عيونهم نحو السماء والسيد السلطان

يرحب بهم يريدهم أن يتحدثوا بما

جاءوا من اجله واخذ يحثهم على

ذلك ولكن ما من مجيب, فآنبرى

صاحبنا .. صاحب البعيرة . ربيبها

وصديقها معلمها وملهمها .. قائلا : يا

سيدي يا من تجلى في الظلام هلاله

وكثر في عيون الناس مآله وبطشت

بالأعداء رجاله, جئناك نشكوك

فآسمع منّا وآصفح لنا إن أسأنا أو

أخطانا وسدد خطانا برأيك السديد

ونظرك البعيد يا ملك الأحرار

والعبيد. قال مولانا تكلم يا هذا إني

أراك ذو لسان حديد وانك على

عدوي لشديد. مولانا المعظم, تكرَّم

سموكم فبعث لنا بعيرة تجوب في

الأسواق تمدُّ رأسها وتدسُّ انفها

تستمرئ ما طاب لها والناس

مبهورون لفعلها ولأجله بدؤا

يتهافتون لرؤيتها ويشترون من

الأسواق ما يشترون وهم بذلك

سعداء فرحون, فأخذت الدكاكين

القريبة منها تبيع ما لديها ويربحون

وهم على ذلك مستبشرون .. أما

الدكاكين البعيدة منها فتظل عيونهم

شاخصة ويأخذهم الحسد والندامة

لأن بعيرتكم المبجلة لا تستطيع أن

تمر على كل الدكاكين .... فحبذا يا

سيدي لو أمرت لنا بعشر من النوق

تقتسم مساحات المدينة وينال كل

واحد نصيبه من الربح ويسعد الناس

برؤية بعرانكم وهي تتذوق

الشيكولاتا وتحتسي الببسي كولا

وربما الفودكا فيما بعد ... انفجرت

أسارير السلطان وهش لذلك وبش ..

وقال نعم نعم يا حاجب أمرت لهم

بعشر من النوق... على ما ذكر هذا

الناصح الأمين الذي سيتولى

رعايتهن والاعتناء بهن. وفقكم الله يا

أبنائي وصحبتكم السلامة...
خرج الجميع يعض إصبع الندامة

حتى إذا اطمأنت قلوبهم على بعد

المسافة اخذوا يصرخون على

صاحب البعيرة .. وهو يضحك

ويقول ... إن كانت عشر نوق غير

كافية هلمّوا نعود إلى السلطان ..

علَّه يضاعف الخير علينا .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsbaghia.forumarabia.com
 
بعير السلطان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الصباغية دوت كوم :: ادبيات :: منتدى الادب-
انتقل الى: